أبو إياد
عدد المساهمات : 106 تاريخ التسجيل : 05/01/2010
| موضوع: المســلم أخو المسلم الثلاثاء يناير 05, 2010 8:07 am | |
| عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : { لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخواناً ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يكذبه ، ولا يحقره ، التقوى ها هنا } ويشير إلى صدره ثلاث مرات { بحسب امرىء أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه } .
[رواه مسلم:2564] .
{ شرح الـحديث .. }
/
:
قوله : { لا تحاسدوا } هذا نهي عن الحسد ، والحسد هو كراهية ما أنعم الله على أخيك من نعمة دينية أو دنيوية سواء تمنيت زوالها أم لم تتمن ، فمتى كرهت ما أعطى الله أخاك من النعم فهذا هو الحسد .
{ ولا تناجشوا } قال العلماء : المناجشة أن يزيد في السلعة ، أي : في ثمنها في المناداة وهو لا يريد شراءها وإنما يريد نفع البائع أو الإضرار بالمشتري .
{ ولا تباغضوا } البغضاء هي الكراهة ، أي: لايكره بعضكم بعضاً .
{ ولا تدابروا } أن يولي كل واحد الآخر دبره بحيث لا يتفق الاتجاه .
{ ولا يبع بعضكم على بيع بعض } يعني لا يبيع أحد على بيع أخيه ، مثل أن يشتري إنسان سلعه بعشرة فيذهب آخر على المشتري ويقول : أنا أبيع عليك بأقل ؛ لأن هذا يفضي إلى العداوة والبغضاء .
{ وكونوا عباد الله إخواناً } كونوا يا عباد الله إخواناً أي : مثل الإخوان في المودة والمحبة والألفة وعد الاعتداء ثم أكد هذه الاًخوة بقوله : { المسلم أخو المسلم } للجامع بينهما وهو الإسلام وهو أقوى صله تكون بين المسلمين .
{ لا يظلمه ] أي : لا يعتدي عليه .
{ ولا يخذله } في مقام أن ينتصر فيه .
{ ولا يكذبه } أي : يخبرهبحديث كذب .
{ ولا يحقره } أي : يستهين به .
{ التقوى ها هنا } يعني : تقوى الله تعالى محلها القلب فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح - و يشير إلى صدره ثلاث مرات - يعني : يقول : التقوى ها هنا ، التقوى ها هنا ، التقوى ها هنا .
ثم قال : { بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم } بحسب يعني : حسب فالباء زائدة والحسب الكفاية والمعنى لو لم يكن من الشر إلا أن يحقر أخاه لكان هذا كافياً .
{ المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه } دمه فلا يجوز أن يعتدي عليه بقتل أو فيما دون ذلك .
{ وماله } لا يجوز أن يعتدي على ماله بنهب أو سرقه أو جحد أو غير ذلك .
{ وعرضه } أي : سمعته فلا يجوز أن يغتابه فيهتك بذلك عرضه .
فوائد الحديث : النهي عن الحسد ، والنهي للتحريم ، والحسد له مضار كثيرة منها : أنه كره لقضاء الله وقدره ، ومنها أنه عدوان على أخيه ، ومنها أنه يوجب في قلب الحاسد حسره ؛ كلما ازدادت النعم ازدادت هذه الحسرة فيتنكد على عيشه .
ومن الفوائد : تحريم المناجشة لما فيها من العدوان على الغير وكونها سبباً للتباغض وأسبابه ، فلا يجوز للإنسان أن يبغض أخاه أو أن يفعل سبباً يكون جالباً للبغض .
ومن فوائد الحديث : تحريم التدابر ، و هو أن يولي أخاه ظهره ولا يأخذ منه ولا يستمع إليه ؛ لأن هذا ضد الأخوة الإيمانية .
ومن فوائده : تحريم البيع على البيع المسام ومثله الشراء على شرائه والخطبة على خطبته والإجارة
على إجارته وغير ذلك من حقوقه .
ومنها : وجوب تنمية الأخوة الإيمانية لقوله : { وكونوا عباد الله إخوانا } ومنها بيان حال المسلم مع أخيه وأنه لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره ؛ لأن هذا ينافي الأخوة الإيمانية .
ومن فوائده : أن محل التقوى هو القلب ، فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح وليعلم أن هذه الكلمة يقولها بعض الناس إذا عمل معصية وأنكر عليه قال : ( التقوى ها هنا !) وهي كلمة حق لكنه أراد بها باطلاً وهذا جوابه أن نقول : لو كان هنا تقوى لاتقت الجوارح لأن النبي يقول : { ألا إن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله آلا وهى القلب } .
ومن فوائد هذا الحديث : تكرار الكلمة المهمة لبيان الاعتناء بها وفهمها ، قال : { التقوى ها هنا } وأ شار إلى صدره ثلاث مرات .
ومن فوائده : عظم احتقار المسلم ، لقول النبي : { بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم } وذلك لما يترتب على احتقار المسلم من المفاسد .
ومن فوائد الحديث : تحريم دم المسلم وماله وعرضه وهذا هو الأصل ، لكن توجد أسباب تبيح ذلك ؛ ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: { إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ } [الشورى:42] . وقال تعالى: { وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ } [الشورى:41] .
ومن فوائده : أن الأمة الإسلامية لو اتجهت بهذه التوجيهات لنالت سعادة الدنيا والآخرة لأنها كلها آداب عظيمة عالية راقية ، تحصل بها المصالح وتنكف بها المفاسد .
تقبلــــــــــــــــــوا مني ---------------- أخـــــــــــوكم في الله // أبــو إيــــــــــــــاد | |
|