أبو إياد
عدد المساهمات : 106 تاريخ التسجيل : 05/01/2010
| موضوع: فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ ... الثلاثاء يناير 05, 2010 8:08 am | |
| فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ ...
{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }الحج : ٤٦
أخي الصحيح
....
لا تغْتَرَّ بمالك أو جمالك أو وَجاهتِكَ أو مركزك أيها السَّليمُ المعافى ؛ فإن الدنيا غرارة غدارة
إياك أن تغتر بصحتك وتنسى دينك وواجبك ، إنك تستطيع القُربة والطَّاعة
، والسفر والتزوُّد ، والعمل والبذل ، فلا تُفَرِّط وتُسَوِّف فتندم.
إن المبتلين يتمنون كأسَ العافية ؛ ليتداركوا التَّفريط والغفلة ،
ولكن هيهات ، فاجعل صحتك براً وصلة وصلاة وصياماً وقراءةً وقرآناً وذِكراً وتسبيحاً وتحميداً وتهليلاً
إخوتي الكرام
يا من متعك الله وأنعم عليك بالصحة والعافية ...
تذكر وأنت تضع رأسك على وسادتك ؛ لتدخل في عالم النوم المريح
، أن إخوانك المبتلين أغلبهم لا ينامون ولا يهدؤون إلا تحت المخدر والمنوم.
و يحتاجون دوما للمساعدة .. فقدر أنت هذه النعمة.
تَذَكَّر
وأنت سعيدٌ مع أُسرتِكَ ، وتحملُ ولَدَك أنَّ غيرك من المبتلين أصحابُ الإعاقات
حِيلَ بينهم وبين ما يشتهون فلا لذةَ لمرأة ، ولا عقل لملاعبة فلذات الأكباد
، فقد كفاهم مصارعة البلاء ومغالبة الوجع عن كل لذة.
تذكَّر وأنت تلهو وتلعب وتَضحَك وتمُازح أنَّ غيرك من المبتلين
أصحاب الإعاقات غارَت عُيونهم ، وذبُلَت أجسامهم
وبحَُّت حُلوقهم ووهَنَتْ عظامهم يتمنَّوْن ساعات يرحل الألم عنهم حتى يناموا وإن رجع بعد ذلك.
تذكَّر وأنت تلبس جديدك ، وتمس عطرك وطيبك ، وتمشط شعرك أن غيرك
من المُبتَلين أصحاب الإعاقات أزعجتهم رائحة الأدوية والعقاقير
فالواحد منهم طريح الفراش أو مقيد الحركة أو لا يعقل لا يستطيع حتى أن يلبس ثوبه
أو يسقي نفسه شربة ماء أو يمشط شعره .فهنيئاً لمن ابتُلي فاحتَسَب
، فهنيئاً لكَ جناتٍ بلا وَصَب
إرفع رأسَك واشكُر ربَّك واحتَسِبْ ما أنتَ فيه لِتُؤجَر
..
فأنت غالى ..ولن تهُان يوماً بسبب إعاقتك ..
سوف تجد من يعاونك ويشُدُّ من أزرِك ..سوف تجد من يحملُ همَك ويضُمك إلى أحضانه ..
لاتدع اليأس يسيطر عليك ..لا تدع ظلم البشر يقنطك من رحمةِ واهبِ النعم ..
( لاتحزن إنك بأعيننا )
أخي المعـاق أنت جزء لايتجزأ من هذا الكون وأنت عضو فعّال في المجتمع فلا تيأس.
. هل رأيت أخي هؤلاء ..؟؟ أنظر معي وكن واحدا مثل هؤلاء .... عظماء خلد التاريخ ذكراهم أقوياء .... صامدون مؤمنون .... مجاهدون وهؤلاء هم القدوة أخي
عمرو بنُ الجَموح *
*
صحابي جليل رضي الله عنه كان في قدمه عرج شديد
وكان له أبناء أربعة يغزون مع رسول الله-صلّ الله عليه وسلم-
ويشهدون المشاهد والغزوات فلما توجه أبناؤه إلى غزوة أحد
أراد أن يخرج معهم فقال له بنوه إن الله قد جعل لك رخصة
فلو قعدت ونحن نكفيك وقد وضع الله عنك الجهاد.
فأتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله-صلّي الله عليه وسلم-
فقال له يا رسول الله إن بنىَّ هؤلاء يمنعونني أن أجاهد معك
ووالله إنى لأرجو أن أستشهد فأطأ بعرجتي هذه في الجنة .
فقال له رسول الله-صلّي الله عليه وسلم- أما أنت فقد وضع الله عنك الجهاد
وقال لبنيه وما عليكم أن تدعوه لعل الله عز وجل أن يرزقه الشهادة فخرج
مع رسول الله -صلّ الله عليه وسلم- فَقُتِلَ يوم أحد شهيدا.
والحديث رواه ابن هشام وبعضه فى المسند من حديث أبى قتادة
وصحح الألبانى إسناده فى تحقيق فقه السيرة .
يا الله يالهُ من موقفٍ
يجعل القلب يبكى الدماء بدل الدموع
رجل أعرج قد عذره الله عز وجل من فوق سبع سماوات
وعلى الرغم من ذلك يحرص كل الحرص على أن يقاتل فى سبيل الله
وأن يرزقه الله الشهادة في سبيله
و أن ينصر دين الله عز وجل . فالكرسي المتحرك ليس نهاية المطاف .... واليد أو الرجل الصناعية ليست نهاية الحياة .... والعين المفقودة ليست نهاية الدنيا ....
فالإبتكار والتفوق ليس مقصور فقط على الأصحاء
ولكن هناك الكثير من المبتكرين والمخترعين والمفكرين
ولديهم إعاقة معينة ولكنها لم تكن نهاية الحياة بالنسبة لهم .... فإبتكروا وتميزوا.
هل رأيت أخي هؤلاء ..؟؟ أنظر معي وكن واحدا مثل هؤلاء .... عظماء خلد التاريخ ذكراهم أقوياء .... صامدون مؤمنون .... مجاهدون وهؤلاء هم القدوة أخي
عمران بنُ حُصَين * *
رضي الله عنه وأرضاه، هذا الصحابي الجليل الذي شارك مع النبي في الغزوات
، وإذ به بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم يصاب بشللٍ يقعده تمامًا عن الحركة
، ويستمرمعه المرض مدة ثلاثين سنة، حتى أنَّهم نقبوا له في سريره حتى يقضى حاجته
، فدخل عليه بعض الصحابة.. فلما رأوه بكوا، فنظر إليهم وقال: أنتم تبكون،
أما أنا فراضٍ.. أحبُّ ما أحبه الله، وأرضى بما ارتضاه الله، وأسعد بما اختاره الله
، وأشهدكم أنِّي راضٍ.
* الشيخ عبدالعزيز بنُ باز *
رحمه الله , هذا العملاق الفذ ، كان أعمى ، أُصيب بالجُدري فعميت عيناه وهو دون العشرين
، فكافح واجتهد ، حتى صار علاَّمة زمانه ، وأستاذ أقرانه مع أنه لم يدرس في المدارس النظامية قط
، ولا حمَل شهادةً واحدة ، لكنَّهُ العلاَّمة ابنُ باز .
الشيخ عبدالحميد كِشْك * *
رحمه الله , خطيبُ الزَّمان ، وواعظُ العصر , إنه رجل كفيف لا يُبصِرُ شيئاً
، له نفسٌ توّاقة ، وهمِةٌ عِملاقة ، مازال يتعلّم ويُثابر حتى إمتاز على زملائه
فنجح بالترتيب الأول في الجامعة .
وكان صالحاً تقياً مات ساجداً رحمه الله .
وهذه هي أشرطته طارت بها الرُّكبان ،وكُتبُه إنتشرت في كل مكان.
الشيخ أحمد ياسين
شهيد الفجر- رحمه الله - شخصٌ مُعاق مُقْعَد لايتحرّك منه سوى رأسُه فقط، لكنّه وثّابُ العزيمة
، مِقدام الشكيمة ، كان يضرب له العالم كله ألفَ حساب .
لقد أيقظ وأحيا جيلاً بأكمله .
فهل إعاقته أعاقته من الصمود والبطولة والتحدي والإبداع !.
لقد سجل التاريخ إسمه ، و أُستشهد عند خروجه من المسجد فجراً.
* أحدُ السَّلَف *
كان أقرع الرأس أبرص البدن أعمى العينين مشلول القدمين واليدين
وكان يقول: 'الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً ممن خلق، وفضلني تفضيلاً '.
فمر به رجل فقال له: مما عافاك !؟ أعمى وأبرص وأقرع ومشلول فمما عافاك ؟
فقال:ويحك يا رجل؛ جعل لي لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وبدناً على البلاء صابراً.
فكم من مُعاقٍ إستطاع أن يتحدَّى الكثير من الأصِحَّاء .... !!!
وكم
من أعمى قد أتمَّ حفظ كتاب الله جل وعلا عن ظهر قلب!!!
وكم من بصير نظر بعينيه إلى ماحرم الله !!!
وكم من أعرج قلبه معلق ببيوت الله !!!
وكم من رجل صحيح معافى سار بقدميه في سخط الله !!!
تقبلـــــــــــــــــــوا مني ------------------- أخـــــــــــــوكم في الله // أبــو إيــــــــــــــــاد | |
|